معلمات المستقبل يناشدن المحافظ بالتصدي لها : ظاهرة "الإيمو" تستشري بين طالبات كلية التربية ..
رفحاء- :
تمثل ظاهرة "الإيمو" خطراً محدقاً على جيل الشباب بما تدعو إليه من أفكار سوداوية تؤدي إلى الانطواء والعزلة تحت ذريعة المشاعر المُرهفة وما يرافق ذلك من موسيقى وأزياء غريبة، حيث اعتاد المراهقون على تلقّف كل ما تنتجه الحضارة الغربية من تقليعات غريبة دون تمحيص أو فرز دقيق، ودون الوقوف على حقيقة معاناة الأسر الغربية من الاضطرابات السلوكية التي تعبث بعقول أبناءها وما يترتب على ذلك من مخاطر نفسية قد تصل إلى الانتحار إن لم تتداركها المصحات النفسية.
ولأن المجتمع السعودي ليس في معزل عن المؤثرات التي تنتشر عبر الوسائط الإلكترونية كانتشار النار في الهشيم، فقد نال نصيبه من هذه التقليعات الغريبة، حيث وثقت بعض هذه السلوكيات الغريبة في كلية التربية في "رفحاء" بعد أن انتشرت في الآونة الأخيرة رسومات وكتابات احتلت مساحات من جدران القاعات تحث الطالبات على الالتحاق بما يسمى "الإيمو"، ووصلت بعضها إلى حد الدعوة إلى القتل أو الانتحار، وبلغ الأمر ببعض الطالبات أن يرتدين ملابس غريبة وأن يعبثن بأشكالهن اتساقاً مع هذه "الموضة الغريبة" دون وازع أو رادع يوقفهن عند حدهن أو ناصح يبين لهن فداحة هذه التصرفات المشينة، فضلاً عن الزجر الذي يعاقبهن على هذا التقليد الأعمى.
ويُظهر ملف الفيديو المرفق -رغم أنه يثبت هشاشة النظام داخل الكلية وسهولة التحايل على منع إدخال الجوالات المزودة بكاميرا- حجم المأساة التي تعيشها الطالبات اللاتي يمثلن نواة لمعلمات المستقبل في كلية التربية وجامعة الحدود الشمالية في رفحاء في ظل غياب تام للدور التربوي، وهو الأمر الذي اضطر بعض الطالبات إلى ترك الدراسة حفاظاً على أنفسهن من الانجراف خلف سلوكيات لا تمت لأخلاقهن بصلة.
وحاولت أن تستطلع آراء بعض الطالبات السابقات حول انتشار ظاهرة "الإيمو" في الكلية إلا أنهن رفضن المشاركة لأسباب يحتفظن بها لأنفسهن، كما أحجمن عن المشاركة طالبات أخريات يدرسن حالياً في الكلية خوفاً على تأثر مستقبلهن الدراسي.. لكن بعض المراقبين عبروا عن امتعاضهم من غياب الدور التربوي في كلية التربية للبنات برفحاء التي تتشاطر المبنى مع جامعة الحدود الشمالية.
وكانت بعض الغيورات قد تقدمن بشكاوى عبر المنتديات العامة والمواقع الإلكترونية في رفحاء، وناشدن المحافظ بالتدخل السريع للتصدي للمشكلات الخطيرة التي تعاني منها الطالبات داخل أروقة المبنى حيث تلخصت الشكوى في انتشار الملابس الغريبة المخالفة والرسومات والعبارات المبهمة، إضافة إلى ارتفاع الأسعار وإجبار الطالبات –حد الترهيب- على شراء ما يسمى بـ"الملزمات" من المكتبة الخاصة بالكلية، وبيع الورود والملصقات التي تتحدث عن الحب والعشق ولوعة الفراق.